فصل: تفسير الآية رقم (87):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (83):

{وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)}
{مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً} وهم كفارها. {بِآيَاتِنَا} محمد صلى الله عليه وسلم، أو بالرسل عند الأكثرين. {يُوزَعُونَ} يجمعون، أو يدفعون، أو يساقون، أو يرد أولاهم على أخراهم.

.تفسير الآية رقم (87):

{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)}
{وَيَوْمَ يُنفَخُ} يوم النشور من القبور. {الصُّورِ} جمع صورة ينفخ فيها أرواحها، أو شيء كالبوق يخرج منه صوت يحيى به الموتى، أو مثل ضُرب لخروج الموتى في وقت واحد كخروج الجيش عند نفخ البوق. {فَفَزِعَ} أسرع إلى إجابة النداء فزعت إليك في كذا أسرعت إلى ندائك في معونتك. {إِلا مَن شَآءَ اللَّهُ} استثناء من الإسراع والإجابة إلى النار، أو الفزع الخوف والحذر لأنهم أزعجوا من أجداثهم فخافوا {إِلا مَن شَآءَ اللَّهُ} فلا يفزعون وهم الملائكة أو الشهداء، وقيل إن إسرافيل هو النافخ في الصور. {دَاخِرِينَ} راغمين، أو صاغرين (ع) فالفزع في النفخة الأولى وإتيانهم صاغرين في النفخة الثانية.

.تفسير الآية رقم (88):

{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)}
{جَامِدَةً} واقفة {تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} لا يرى سيرها لبعد أطرافها، مثل ضُرب للدنيا تظن أنها واقفة كالجبال وهي آخذة بحظها من الزوال، أو للإيمان تحسبه ثابتاً في القلب وعلمه صاعد إلى السماء. {أَتْقَنَ} أحكم، أو أحصى، أو أحسن، أو أوثق سريانية، أو عربية من إتقان الشيء إذا أُوثق وأحكم، وأصله التقن وهو ما ثقل في الحوض من طينة.

.تفسير الآية رقم (89):

{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ (89)}
{بِالْحَسَنَةِ} أداء الفرائض كلها، أو التوحيد والإخلاص. {خَيْرٌ مِّنْهَا} الجنة، أو أفضل: بالحسنة عشر، أو فله منها خير الثواب العائد عليه (ع) {مِّن فَزَعٍ} القيامة. {ءَامِنُونَ} في الجنة، أو من فزع الموت في الدنيا آمنون في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (90):

{وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)}
{بِالسَّيِّئَةِ} الشرك (ع).

.تفسير الآية رقم (91):

{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91)}
{الْبَلْدَةِ} مكة، أو منى {حَرَّمَهَا} بتعظيم حرمتها والكف عن صيدها وشجرها {وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ} ملكه فيحل منه ما يشاء ويحرم ما يشاء.

.تفسير الآية رقم (93):

{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)}
{سَيُرِكُمْ ءَايَاتِهِ} في الآخرة {فَتَعْرِفُونَهَا} على ما قال في الدنيا (ح) أو يريكم في الدنيا آيات السموات والأرض فتعرفون أنها حق.
{تَعْمَلُونَ} من خير وشر فيجازي عليه.

.سورة القصص:

.تفسير الآية رقم (4):

{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)}
{عَلا} بملكه وسلطانه، أو بقتله أبناء بني إسرائيل واستعبادهم، أو بإدعائه الربوبية وكفره. {الأَرْضِ} مصر. لأنه لم يملك الأرض كلها. وعلوِّه لغلبته وقهره، أو لكبره وتجبره. {شِيَعاً} فرقاً؛ فرق بني إسرائيل والقبط، استضعف طائفة بني إسرائيل بالاستعباد والأعمال القذرة {يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ} رأى في نومه ناراً أقبلت من القبلة واشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل فسأل عن تأويلها، فقيل يخرج من هذا البلد رجل يكون على يده هلاك مصر. فأمر بذبح أبنائهم وأسرع الموت في شيوخ بني إسرائيل. فقيل له قد فني شيوخ بني إسرائيل بالموت وصغارهم بالقتل فاستبقهم لعملنا وخدمتنا فأمر أن يقتلوا عاماً ويتركوا عاماً فولد هارون عام الاستحياء وموسى عام القتل، وعاش فرعون أربعمائة سنة وهو أو من خضب بالسواد. وكان قصيراً دميماً. وعاش موسى عليه الصلاة والسلام مائة وعشرين سنة.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)}
{الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ} بنو إسرائيل، أو يوسف وولده: قاله قتادة. {أَئِمَّةً} ولادة الأمر، أو قادة متبوعين، أو أنبياء لأن الأنبياء بين موسى وعيسى كانوا من بني إسرائيل وكان بينهما ألف ألف نبي. قاله الضحاك. {الْوَارِثِينَ} للملك، أو لأرض فرعون.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)}
{وَأَوْحَيْنَآ} ألهمنا، أو رؤيا نوم أو وحي مع الملك كوحي الأنبياء. أوحى إليها برضاعه قبل الولادة، أو بعدها. {خِفْتِ عَلَيْهِ} القتل، أو أن يسمع جيرانك صوته. {الْيَمِّ} البحر وهو النيل. {وَلا تَخَافِى} عليه الغرق، أو الضيعة. {وَلا تَحْزَنِى} لفراقه، أو أن يقتل. فجعلته في تابوت طوله خمسة أشبار وعرضه مثلها. وجلعت المفتاح مع التابوت وألقته في اليم بعد أن أرضعته أربعة أشهر، أو ثلاثة أشهر، أو ثمانية أشهر. ولما فرغ النجار منه أخبر فرعون به، فبعث معه من يأخذه فطمس الله تعالى على عينيه وقلبه فلم يعرف الطريق. فعلم أنه المولود الذي خافه فرعون فآمن ذلك الوقت وهو مؤمن آل فرعون. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: فلما غاب عنها ندَّمها الشيطان فقالت. لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إلي من إلقائه في دواب البحر وحيتانه. فقال الله تعالى: {إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكَ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}.

.تفسير الآية رقم (8):

{فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)}
{فَالْتَقَطَهُ ءَالُ فِرْعَوْنَ} خرجت جواري امرأة فرعون لاستقاء الماء فوجدن تابوته فحلمنه إليها (ع)، أو خرجت امرأة فرعون إلى البحر وكانت برصاء فوجدته فأخذته فبرئت من برصها فقالت هذا صبي مبارك.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)}
{قُرَّتُ عَيْنٍ} لما علم أصحاب فرعون بموسى جاءوا ليذبحوه فمنعتهم وأتت فرعون وقالت قرة عين لي ولك. فقال فرعون لها: قرة عينٌ لَكِ أما لي فلا. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو أقر بأنه يكون قرة عين له لهداه الله تعالى به كما هداه به» وقرة العين بردها بالسرور من القر وهو البرد، أو قر دمعها فلم يخرج بالحزن مأخوذ من القرار. {لا يَشْعُرُونَ} أن هلاكهم على يديه.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)}
{فَارِغاً} من كل شيء إلا من ذكر موسى (ع)، أو من الوحي بنيسانه (ح) أو من الحزن لعلهما أنه لم يغرق، أو نافراً، أو ناسياً، أو والهاً، أو فازعاً من الفزع. {وَأَصْبَحَ} لأنها ألقته ليلاً فأصبح فؤادها فارغاً، أو ألقته نهاراً فيكون أصبح يعني صار. {لَتُبْدِى بِهِ} لتصبح عند إلقائه وابناه (ع)، أو تقول لما حملت لإرضاعه وحضانته هو ابني لأنه ضاق صدرها لما قيل هو ابن فرعون، أو لتبدي بالوحي. {رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} بالإيمان، أو العصمة، {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} بِردِّه وجعله من المرسلين.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)}
{قُصِّيهِ} تتبعي أثره واستعلمي خبره. {جُنُبٍ} جانب (ع) أو بعد، أو شوق بلغة جذام جنبت إليك اشتقت إليك. {لا يَشْعُرُونَ} أنها أخته.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12)}
{وَحَرَّمْنَا} منعناه {الْمَرَاضِعَ} فلا يؤتى بمرضع فيقبلها. {مِن قَبْلُ} مجيء أخته أو قبل رده إلى أمه.

.تفسير الآية رقم (13):

{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)}
{فَرَدَدْنَاهُ} انطلقت أخته إلى أمه فأخبرتها فجاءت فوضعته في حجرها فترامى إلى ثديها فامتصه حتى امتلأ جنباه رياً (ع). فقيل لها: كيف ارتضع منك دون غيرك. قالت لأني طيبة الريح طيبة اللبن لا أكاد أوتى بصبي إلا ارتضع مني فَسَخَّر الله تعالى فرعون لتربيته وهو يقتل الخلق لأجله وكان إلقاءه في البحر وهو سبب لهلاكه سبباً لنجاته. {أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ} في رده إليها وجعله من المرسلين حق. {لا يَعْلَمُونَ} ما يراد بهم، أو مِثْل علمها به.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)}
{أَشُدَّهُ} أربعون سنة، أو أربع وثلاثون، أو ثلاث وثلاثون (ع) أو ثلاثون أو خمس وعشرون، أو عشرون، أو ثماني عشرة، أو خمس عشرة، أو الحلم، أو الأشد جمع لا واحد له، أو واحد شُدَّ. {وَاسْتَوَى} باعتدال القوة، أو نبات اللحية، أو انتهاء شبابه، أو بأربعين سنة (ع). {حُكْماً} عقلاً، أو نبوة، أو القرآن، أو الفقه {وَعِلْماً} بما في دينه وحدوده وشرائعه، أو فهماً، أو فقهاً.

.تفسير الآية رقم (15):

{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)}
{الْمَدِينَةَ} مصر، أو منف، أو عين شمس. {حِينِ غَفْلَةٍ} نصف النهار وهم قائلون، أو بين المغرب والعشاء (ع)، أو يوم عيد لهم وهم في لهوهم، أو لأنهم غفلوا عن ذكره لبعد عهدهم به. {مِن شِيعَتِهِ} إسرائيلي ومن عدوه قبطي (ع) أو من شيعته مسلم ومن عدوه كافر. سخر القبطي الإسرائيلي ليحمل حطباً إلى مطبخ فرعون فامتنع، واستغاث بموسى وكان خبازاً لفرعون {فَوَكَزَهُ} ولكزه واحد إلا أن الوكز الدفع في الصدر واللكز الدفع في الظهر. ولم يرد موسى بذلك قتله. {فَقَضَى عَلَيْهِ} أي قتله ولم يكن مباحاً حينئذ لأنها حال كف عن القتال (ع) {عَمِلِ الشَّيْطَانِ} إغوائه.

.تفسير الآية رقم (17):

{قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17)}
{أَنْعَمْتَ عَلَىَّ} من المغفرة، أو الهداية.

.تفسير الآية رقم (18):

{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18)}
{خَآئِفاً} من الله تعالى، أو من قومه، أو أن يؤخذ بقتل النفس، {يَتَرَقَّبُ} يتلفت من الخوف، أو ينتظر عقوبة الله تعالى إن جعلنا خوفه منه، أو أن يسلمه قومه للقتل إن كان خوفه منهم. أو أن يطلب بقتل النفس إن كان خوفه من الأخذ بها. {يَسْتَصْرِخُهُ} على قبطي آخر خاصمه. {لَغَوِىٌّ} قاله للإسرائيلي لأنه أغواه حتى قتل النفس، أو قاله للقبطي فظن الإسرائيلي أنه عناه فخافه (ع).

.تفسير الآية رقم (19):

{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)}
{أَن يَبْطِشَ} أخذت موسى الرقة على الإسرائيلي فهم بالقبطي فظن الإسرائيلي أنه يريد قتله لما رأى من غضبه وسمع من قوله: {إِنَّكَ لَغَوِىٌّ} الآية فقال الإسرائيلي: أتريد أن تقتلني، أو ظن الإسرائيلي أن موسى يقتل القبطي فيقتل به الإسرائيلي فقال ذلك دفعاً لموسى عنه. قيل هذا الإسرائيلي هو السامري، فتركه القبطي وذهب فأشاع أن المقتول بالأمس إنما قتله موسى. {جَبَّاراً} قَتَّالاً. قال عكرمة: ولا يكون الإنسان جباراً حتى يقتل نفسين.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)}
{وَجَآءَ رَجُلٌ} هو مؤمن آل فرعون قيل ابن عم فرعون أخي أبيه. {يَأَتَمِرُونَ} يتشاورون، أو يأمر بعضهم بعضاً.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)}
{تِلْقَآءَ مَدْيَنَ} عرض له أربع طرق فلم يدر أيها يسلك فقال {عَسَى رَبِّى} الآية، أو قال ذلك بعد أخذه طريق مدين. {سَوَاءَ السَّبِيلِ} قصد الطريق إلى مدين قاله قتادة. ومدين ماء كان عليه قوم شعيب قال (ع) وكان بينه وبينها ثمان مراحل ولم يكن لهم طعام إلا ورق الشجر وخرج حافياً فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه.